خلال حملته الانتخابية السابقة في سنة 2011 تحدّث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مشروع خيالي سيقفز بالاقتصاد التركي قفزة ذهبية، تحدّث عن قناة إسطنبول التي ستخفف الضغط عن مضيق البوسفور الشهير، والذي بدأ وضع حجر الأساس لها في سنة 2013 ومن المخطط أن تنتهي أعمال البناء فيها وتكون جاهزة في عام 2023. بتكلفة مقدارها 15 مليار دولار أمريكي، بعرض 100 متراً وعمق 25 متراً ستشقّ قناة إسطنبول الجديدة طريقها من بحيرة كوتشوك تشكمجة وسد سازلي ديري إلى شرق بحيرة تيركوس وصولاً إلى البحرالأسود، وتستعدّ إسطنبول لتولد فيها مدينة جديدة تصنعها هذه القناة، لتصبح مساحة المشروع كاملاً القناة والمدينة الجديدتين 543 مليون متراً مربعاً، منها 30 مليون متراً مربعاً للقناة. بينما تشمل المساحات الخضراء في المدينة الجديدة ما يقارب 146 مليون متراً مربعاً موزّعة بين مساحات خضراء مستقلة وأخرى من ضمن المساحات المخصص للبناء لتضفي لها جمالية وإطلالات مميزة ، بالإضافة إلى المساحات الخضراء على أرصفة الطرق المخطط إنشاؤها وفي المنصفات الطرقية ، فإن استثنينا قناة إسطنبول الجديدة والمطار الجديد فإنّ نسبة المساحة الخضراء هي أكثر من 40% من مساحة المشروع الإجمالية. ستزوّد المدينة الجديدة بشبكة كبيرة من المواصلات وتتميّز بطرقها العريضة والعديدة حيث خُصص ما يقارب 108 مليون متراً مربعاً من المشروع من أجل الطرق والمواصلات. من ضمن خطة المشروع أيضاً أن تُشيّد على طول القناة 10 جسور بتصاميم مختلفة وحديثة ، وستعطي لمسة رائعة على المظهر العام للقناة، خمسة من هذه الجسور مخصصة لربط الطرق البرية السريعة على جانبي القناة، اما الجسور الخمسة الأخرفهي لربط طرفي المدينة  الجديدة. أما عن التضاريس المحيطة بالقناة فهي قصة أخرى، ستشكّل خلجاناً بمظاهر طبيعية جذابة وساحرة، مع مرفأ على طول القناة للقوارب الصغيرة. كما ستُفتتح على ساحل كوتشوك تشكمجة ومدخل البحر الأسود عدداً من المراكز الثقافية تضم معارضَ ومسارحَ ومتاحفَ، ستتنوع طبيعة الأبنية المعمارية في هذه المناطق لتحاكي أغلب الفنون المعمارية العالمية فستجد مبانٍ بطابع تركي وأخرى ألمانية الطابع وأخرى أمريكية وتايلاندية ويابانية وصينية وهندية وفرنسية وغيرها من الدول الثانية، ومن المخطط أن تتألف هذه الأبنية من قسمين : العلوي منها يحوي مكاتب سكنية والسفلي يحوي المطاعم، كما سيعمل في هذه الأبنية عمال يحملون جنسيات الدول التي يمثلها كل بناء. سيبنى في كل حيّ من أحياء المدينة الجديدة مسجداً خاصاً بها، وسيتوسّط القناة مسجداً مركزياً حديثاً، القرب منه مرز تعليمي حديث ، وسوق عثمانية ومطعم مجاني وفندق. يتّسع المسجد المركزي مع ساحته لـ 72 ألف مصلٍّ، كما سيكون له ستة مآذن وقبة كبيرة جداً. إنّ الأبنية التي ستبنى في المدينة الجديدة ستحمل الشكلين الحديث المعاصر و التقليدي الحضاري، وستضفي هذه المزاوجة بين الحاضر والماضي جمالية خاصة ولمسة رائعة على الثورة العمرانية في تركيا عموماً وإسطنبول بالذات.