يتوجه الكثير من المستثمرين الأجانب إلى تركيا باحثين عن عقارات فيها للاستثمار فيها، وقد يظن البعض أن من أسرع وسائل الربح العقاري هي شراء عقارات في تركيا ثم بيعها بعد أن ترتفع أسعارها، بالطبع هي وسيلة مربحة وفكرة استثمارية ناجحة، لكن ينبغي إدراك الوقت المناسب لمثل هذا التصرّف، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما قصرت المدة الفاصلة بين الشراء والبيع كلما كانت الأرباح أقل، ولكن مع ذلك سنتكلم في هذا المقال عن جميع التفاصيل والاستفسارات التي تدور في أذهان المستثمرين العقاريين.
لماذا يقوم مالك العقارعادةً ببيع منزله؟
- ارتفاع اسعار العقارات في المنطقة التي يقيم فيها
عندما يكون المنزل الذي تسكن فيه أو الذي تستثمره وتستفيد من عوائده في منطقة تحول حضري، كأن يتم إنشاء محطة مترو قريبة منه ستفكر فوراً في أنّ عقارك صار يملك قيمة أكبر مما سبق، أحياناً مثل هذه المشاريع تحقق قفزات نوعية في الأسعار العقارية، وبعضها قد يحقق قفزات خيالية بالفعل.
تزداد اسعار العقارات في تركيا بشكل دوري بشكل عام، ولكن لا تكون الزيادة واحدة في جميع المناطق وبشكل عام فإن الزيادة الطبيعية قد تكون بين 4 إلى 7%، فعندما تزداد أسعار العقارات في منطقة ما بنسبة تزيد عن المعتاد يصبح التفكير بالبيع يراود أصحاب المنازل، على سبيل المثال فإنّ المناطق التي تحيط بالطريق السريع "باسن اكسبريس" في اسطنبول زاد سعر الشقق فيها في الفترة الأخيرة 45% على أساس
- الانتقال إلى منزل آخر
أحياناً الانتقال من منزل إلى منزل آخر يكون سبباً ليبيع الشخص منزله الأول، خاصةً إن كان بحاجة للمال من أجل شراء المنزل الثاني، وكنا قد نبهنا كثيراً أن اختيار العقار جيداً أفضل طريقة لضمان ألا تضطر لبيعه اضطراراً.
إنّ أهم نقطتين تدفعان صاحب المنزل للانتقال بشكل طبيعي لمنزل آخر:
ـ زيادة عدد أفراد أسرته
ـ انتقال عمله
وهناك أسباب أخرى ولكنها تنتج عن الاختيار السيء للمنزل:
ـ مساحته غير مناسبة للساكنين فيه، أكبر أو أصغر.
ـ توجد مشاكل في الحي أو في المنزل نفسه لم يكن منتبهاً لها قبل الشراء، كمشاكل توصيلات الكهرباء والمياه، أو الرطوبة وسوء التهوية.
- المرور بضائقة مالية
يحتاج مالك العقار أحياناً إلى المال لسداد مستحقات عليه، فلا يجد أمامه إلا المنزل ليبيعه، وإن كان المشترون الناجحون هم من يشترون العقارات من الأموال الثابتة التي لا يحتاجون لها في وقت قريب، ولكن من يضطر بسبب ضائقة مالية سيبيع بأدنى الأسعار الموجودة، وستكون فرصه في الحصول على موقف قوي أثناء التفاوض مع المشتري ضعيفة جداً، وفي الحقيقة مثل هذه الحالات من أفضل الحالات التي يصل إليها المشترون أثناء التفاوض على سعر العقار مع البائع المُدان والمضطر للبيع بشكل عاجل.
- الرغبة في توسيع العمل أو تغييره
وهذا الكلام موجّه لأصحاب العقارات التجارية في تركيا، فقد لا يسمح الرصيد المالي لافتتاح مشروع تجاري في مركز المدينة، فيقوم المستثمر بالشراء في منطقة أقل أهمية نسبياً، أو يكون الشخص قد كان يستثمر شقة للإيجار الطلابي وبعد أن وجد الفكرة مربحة أحبّ أن ينتقل إلى فكرة أوسع فيشتري بناءً اوسع.
هنا قد يحتاج المسثمر إلى المزيد من المال فيقوم ببيع عقاره القديم، ولكن هذا النوع من البائعين سيكون أشد قوة من سابقيه، لأنه مرّ باستثمار ناجح ويريد أن يوسّعه ويزيد فرصه، فليس مضطراً للبيع العاجل ولن يبيع إلا بالسعر المناسب له أو بسعر قريب جداً منه.
- أسباب أخرى
قد تكون هناك دوافع أخرى تجعل مالك العقار راغباً في بيع عقاره أو مجبراً وأهمها:
ـ انتقال مالك المنزل للسكن في ولاية أخرى أو خارج تركيا
ـ خسارة المستثمر في مشروعه العقاري
ـ حاجة العقار لإصلاحات ولا يملك صاحبه المبلغ الكافي لذلك
أما إذا كان سبب البيع مجهولاً فينبغي الحذر، فربما يكون على المنزل ضرائب متراكمة أو رهن أو أي مشكلة قانونية ولهذا الأمر يمكن بواسطة الوكيل العقاري التأكد من سلامة المنزل قبل بيعه من أي مشكلة قانونية، لذلك نذكّر دائماً بضرورة التعامل مع شركة عقارية ناجحة وموثوقة وتهتم بخدمة عملائها بشكل يرضيهم.
بعد أن تعرّفنا على أهم العوامل التي تدفع مالكي العقارات لبيع عقاراتهم يبقى أن نضيف لهم النوع السادس وهو أن يكون العقار جديداً، أي أنّ شركة البناء أصلاً قد شيدته من أجل بيعه، فالشركات العقارية هنا لا يهمها إلا بيع العقارات بأسرع فرصة، وتحاول أن تحصل على دوران رأس المال خلال مدة البناء عن طريق بيع عقارات قيد الإنشاء وبالتقسيط.
أما الآن فننتقل إلى الفكرة الأدق حول موضوعنا، وهي كونك اشتريت عقاراً في تركيا وتريد أن تبيعه
فماذا هو التصرف السليم لمعرفة التوقيت الأفضل للقيام بذلك؟
- الإطلاع على اسعار السوق العقارية قبل عرض المنزل للبيع في تركيا
إنّ البائع يحتاج إلى جذب المشترين، وأكثر ما ينفّر المشترين هو السعر غير المناسب، فراقب الأسعار العقارية جيداً وإن كنت تريد طرح منزلك مضطراً للبيع فاجعل السعر مقبولاً ومناسباً للأسعار العقارية الأخرى، أما إن لم تكن مضطراً فانتظر حتى تصل الأسعار في المنطقة التي تقيم فيها مطابقة نسبياً للسعر الذي ستطرحه.
كثير من المشترين العقاريين يلتفتون بالدرجة الأولى إلى سعر العقار المعروض للبيع فإن كان مبالغاً فيه فإنهم لا يرغبون به بل ولا حتى يتعبون أنفسهم بالتفاوض عليه، وفي الوقت نفسه لا تظن أنّ عرض عقارك بسعر منخفض جداً سيجعل منه مرغوباً، لأن ذلك يثير التساؤلات والمخاوف حول العقار.
أي أنك حتى لو كنت مضطراً للبيع بسبب لا علاقة له بالعقار، وعقارك جيد ومشجّع، فسيثير السعر المنخفض الأسئلة، وإن كنت محتاجاً بشدة للمال فاعرضه للبيع بالتقسيط وخذ دفعة أولى جيدة، ولا تفرط بسعر عقارك الأصلي.
- احرص على البيع في الموسم الذي تزداد فيه الأسعار
اختر المواسم التي يكثر فيها المشترون وتقل فيه العروض العقارية المشابهة لتتمكن من التحكم بسعر عقارك وأن تحافظ عليه ويكون موقفك أقوى أثناء التفاوض، مثلاً:
لا تقم ببيع عقارك الذي اشتريته قيد الإنشاء مباشرة بعد استلامك المفاتيح، فهذا التوقيت سيكون خاطئاً لأنّ عقارك سيكون واحداً من الكثير من العقارات التي تحمل نفس المواصفات وكلها معروضة للبيع وفي الوقت نفسه، سيكون المشترون أقل تمسكاً بالعقار وبالتفاوض لأجله لوجود عروض عقارية أخرى.
بالنسبة للمناطق السياحية إنّ اختيار الربيع والصيف من السنة لبيع العقار هو الاختيار الموافق، لأنّ العروض العقارية تكون قليلة جداً حيث يسعى مالكو العقارات في تلك الفترة إلى تأجيرها والربح منها.
وباختصار فإنّ التأني هو سيد الموقف أثناء عملية البحث عن مشترين لمنزلك.
- تابع أخبار العقارات في تركيا لمعرفة الإقبال على شراء المنازل في تركيا
عندما تصدر قوانين أو مراسيم تخص العقارات وتكون مشجّعة فإنّ الفرصة تكون مناسبة لعرض منزلك للبيع، مثلاً عند الشروع ببناء محطة مترو بالقرب من منزلك فهذا يعني أنّ العقارات سترتفع بعد سنة أو سنتين فيمكنك الانتظار ويمكنك عرض منزلك للبيع لأنّ الكثير من المشترين سيسعون لاقتناء عقارات في منطقتك للاستفادة من الزيادة بعد سنتين أو ثلاثة.
كذلك عندما صدر قانون الجنسية التركية وإمكانية الحصول عليها في 2017 زاد الإقبال الأجنبي على شراء البيوت في تركيا وعندما تم تعديل هذا القرار في أيلول/ سبتمبر الماضي زاد الإقبال أكثر.
إذاً ينبغي مراقبة أخبار العقارات في تركيا واصطياد التوقيت المناسب والذي يحقق لك أفضل عملية بيع بأثمن سعر ممكن.
لا يمكننا أن نحدد بدقة الشهر المناسب لبيع عقارك ولكن يمكن أن نوضّح كما لاحظتم العوامل التي تدفع لبيع العقار بسرعة سواءً عن طريق الاضطرار أو الرغبة في الربح، وعلى أيّ حال إنّ الاستثمار العقاري الناجح يكون على المدى الطويل أي بعد شراء العقار بخمس سنوات فأكثر، فعندئذٍ يمكننا أن نقول أن أي وقت مناسب لك وأي سعر مناسب، خاصة إن استغللت السنوات الخمس في استثمار العقار والتكسّب منه.