نحن اليوم بصدد الحديث عن تملك الإيرانيين في تركيا حيث يقوم معظم المستثمرين في العالم باختيار دولة تركيا حتى تكون مكاناً مناسباً من أجل الاستثمارات العقارية، حيث تمتلك تلك الدولة المقومات التي تحفزهم على اتخاذ تلك الخطوة، ومن أهم تلك المقومات مدى تطور الاقتصاد التركي واستقرارها حيث يتضاعف الناتج المحلي في تركيا ثلاث مرات فأكثر، وذلك منذ سنة 2002 ميلادي، كما أنها بلغت المرتبة الثالثة عشر في قائمة أكبر الاقتصادات حول العالم وكذلك تسعى الآن في دخول قائمة الـ 10 الكبار، وكانت هذه الأسباب هي الدافع وراء استثمار الإيرانيين في تركيا.
المبيعات العقارية التركية في بداية هذا العام
وفقاً للعديد من الدراسات فإن المستثمرين الإيرانيين تصدروا قائمة الأجانب الذين قاموا بشراء العقارات داخل دولة تركيا وذلك كان في هذا العام الحالي، وكانت مدينة إسطنبول من كافة مدن تركيا أكثر المدن مبيعاً، حيث بلغت نحو 1500 عقارا، وبلغت مدينة أنطاليا المرتبة الثانية والتي سجلت 533 عقاراً، كما بلغت مدينة 140 عقاراً لتحتل المرتبة الثالثة، لتكون بذلك نسبة تملك الإيرانيين في تركيا عالية نسبياً.
حصة الإيرانيين من مبيعات تركيا
مما سبق نستنتج أن الإيرانيين لديهم أكبر حصة من شراء العقارات في تركيا حيث قاموا بشراء نحو 477 عقاراً، وهذا الرقم هو الأكبر بين كافة أرقام المستثمرون أجمع، ويأتي بعد الإيرانيون العراقيون ثم المستثمرين في روسيا وبعد ذلك يأتي دور أفغانستان وكذلك كازاخستان.
عوامل الاستثمار في تركيا
-
الموقع الجغرافي الفريد
إن دولة تركيا تحتل أكثر المواقع الاستراتيجية بين الدول حيث تتوسط خرائط العالم وذلك يجعل منها طريق عالمي من أجل التجارة، كما أنها مسؤولة عن مضيق البوسفور الذي يتم من خلاله مرور بعض الإمدادات العالمية فجأة ذلك محفزًا قوياً لاتخاذ خطوة إلى العقارات داخل تركيا إلى أن هذا الموقع سوف يأتي بالكثير من النتائج المبهرة والمميزة بكل تأكيد وذلك بوجود قسم خاص بها داخل القارة الأوروبية.
-
تتمتع تركيا بالخاصية السياحية
لقد ورثت دولة تركيا إرث تاريخي وكذلك حضاري من آلاف السنين كما أنها تضم الكثير من المعالم التاريخية التي يرجع أصلها إلى العديد من الحضارات في الكثير من الولايات وبذلك ارتقت هذه الدولة إلى مرتبة عظمى، حيث بلغت المرتبة السادسة عالمياً من ناحية استقبال السياح، حيث استقبلت في سنة 2019 ميلادي نحو اثنين مليون سائح فاكثر كما حققت المليارات من الدولارات، وبذلك يكون هذا العامل ضمان نجاح أي مشروع استثماري خاص بالعقارات في تلك البلاد، كما أنه سوف يناسب السياح ولن يخلو هذا العقار من المستأجرين على مدار العام بأكمله.
-
حصل الإيرانيون على الكثير من التسهيلات
يعتبر هذا العامل من العوامل المتميزة التي ساعدت في جذب المستثمرين من إيران بقوة حيث لم تقصر الحكومة التركية على الإطلاق بل قامت بتوفير كافة الجهود في تقديم المساعدة على تملك العقارات مثل تخفيض الضرائب لهم التي كانت معاناة حتى جعلتها منخفضة وبسيطة للغاية، بالإضافة إلى تحديد المساحة لهم القابلة للاستثمار والامتلاك وبذلك لم تجعل الأمر متاحة لهم حتى شعروا بالعدل، كما أنها سهلت كثيراً الإجراءات التي لابد من القيام بها حتى يستثمرون تلك العقارات، وبذلك لم يعد الأمر في غاية الصعوبة بل أصبح أسهل من ذي قبل، لذلك كثر تملك الإيرانيين في تركيا.
-
التنوع العقاري
تتميز تركيا بكافة العقارات المختلفة التي توجد بها فيمكن أن تقوم بالعثور على هدفك أياً كان سكني أو تجاري أو سياحي أو غيره وبذلك يكون هذا التنوع من الدوافع الاولى التي ساعدت المستثمرين الإيرانيين في استثمارهم وهذا التنوع يأتي بفائدة كبيرة والتي تتمثل في إيجاد العميل الدائم بالإضافة إلى الربح الكثير الذي لا ينقطع.
-
توافر المشاريع الجديدة بشكل دائم
من يقرأ عن النظام الحكومي في تركيا يكتشف أنها لا تعتمد على العقارات القديمة بالنسبة للقطاع الاستثمار العقاري، بل تقوم دائماً بتأسيس وتخطيط الكثير من المشاريع الاستثمارية الجديدة وذلك حتى تحافظ على استمرارية الأسعار الخاصة بالعقارات لأنهم إذا لم تقم بتلك الخطوة الجديدة فهذا سوف يزيد من الطلب وكذلك سوف يقل العرض وترتفع الأسعار مما يؤدي إلى إيقاف شراء العقارات داخل البلاد، أما عند تأسيس هذه المشاريع الجديدة فسوف يتناسب حجم الطلب مع العرض وسوف نستفيد بأن الأسعار لن ترتفع ولن يعاني المستثمرون في شراء هذه العقارات.
-
الإرث الثقافي المتميز
عندما يريد بعض الأشخاص شراء عقار ما في دولة غريبة يقومون باختيار أكثر الدول ثقافة وحضارة ودولة تركيا تتميز بهذين العنصرين، وذلك يعود إلى عمرها المديد حيث شهدت العديد من الفترات الزمنية المتعددة مما ساعد في تكوين معجمًا كبيراً من الحضارة والثقافة وكذلك الرقي، وبالتالي فقد ورثت هذا الغني لمن يسكن أرضها عن طريق مكتباتها ومتاحفها ومناهجها وكذلك مؤسساتها التعليمية وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي ساعدت على تملك الإيرانيين في تركيا.
-
تدهور الوضع الاقتصادي في دولة إيران مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة وبالتالي اضطر المستثمرين إلى العثور على ملاذ آمن من أجل الأعمال وذلك ما وجدوه في دولة تركيا.
-
رفع الأسعار والغلاء الذي شهدته إيران.
-
توقيف العديد من الأعمال في الكثير من الشركات في إيران مما ساهم في تحول النشاط إلى تركيا.
الإيرانيون يشترون آلاف المنازل في تركيا
وفقاً لما أفاد به مكتب الإحصاء التركي أن الإيرانيين قدموا إلى تركيا من أجل شراء 1600 منزل وكان ذلك في بداية السنة الحالية وبذلك فإن الإيرانيين تصدروا القائمة الخاصة بشراء المنازل مرة أخرى بين جميع الاجانب، وأضاف أيضاً أنه في يوم الجمعة الموافق 16 من شهر أبريل الماضي أن الكثير من المنازل التي تم بيعها في مدينة إسطنبول والتي تعتبر القلب الاقتصادي لتركيا وكذلك المنطقة السياحية انطاليا، ثم تأتي العاصمة أنقرة بعد ذلك.
وشكلت هذه المدن حوالي ثلاثة أرباع المنازل التي تم بيعها في تركيا، وبعد البدء مباشرةً في عملية التطعيم عن طريق اللقاح على نطاق واسع لكافة المواطنين في تركيا وكذلك فتح جميع الحدود للكثير من الرعايا الأجانب تم زيادة عمليات شراء المنازل داخل الدولة حيث بلغت نسبة هذه الزيادة 37 في المئة للأجانب وذلك مقارنة ً ببداية العام في الشهرين الأولين على وجه الخصوص من تملك الإيرانيين في تركيا.
ومن الجدير بالذكر أن بعد المرتبة التى وصلت إليها إيران كان العراقيون وافغانستان وروسيا وألمانيا وكذلك كازاخستان هم الدول الأكثر شراءاً للمساكن في دولة تركيا،
وبمجموع تلك النسب نستنتج أنه تم بيع نحو عشر آلاف مسكن داخل تركيا لجميع الأجانب خلال الأشهر القليلة الماضية، ويذكر أنه قبل أن يتم انسحاب الولايات المتحدة من ما تم من اتفاق نووي أي في عام 2017 ميلادي قام الإيرانيون باحتلال المرتبة الثامنة في شراء المنازل داخل دولة تركيا، وكان ذلك بين الأجانب بينما في عام 2018 وكذلك 2019 ميلادي احتلوا المركز الثاني، ومنذ عام 2020 ميلادي أصبح لديهم أكثر المشتريات عدداً بين دول العالم بصورة شهرية.