أكثر من 50 قصراً معروضاً للبيع على جانبي مضيق البوسفور الشهير، الذي يربط لبن شقي إسطنبول الأوربي والآسيوي، بأسعار تتراوح ما بين 4 مليون إلى 90 مليون دولار أمريكي تقريباً، وقد لاقى هذا العرض إقبالاً من قبل المشترين الأجانب خاصةً وأن فرصة التملك بجوار البوسفور بالنسبة لأثرياء العالم تعتبر فرصة مثالية ويتمناها الكثيرون حول العالم.
فماذا تعرف عن القصور الفاخرة حول مضيق البوسفور؟
على جانبي المضيق الشهير تتواجد عشرات القصور ذات التصاميم العمرانية المذهلة والتي بلغت نحو 600 قصر تقريباً، حيث تعتبر القصور في المنطقة الممتدة بين حي بوغازتشي وحي السلطان محمـد الفاتح من أثمن القصور وأعلاها سعراً، ولكن أكثر الأحياء رغبة وإقبالاً من قبل المشترين الأثرياء حي يني كوي على الطرف الأوربي من مضيق البوسفور، وعلى الطرف الآسيوي من المضيق نجد أكثر الأحياء جذباً للمشترين حي قنديللي.
يميل الكثير من الخبراء العقاريين إلى أنّ هبوط سعر الليرة التركية سيكون محفّزاً واضحاً لازدياد الطلب على هذه العقارات فإنّ قيمة هذه العقارات بالليرة التركية انخفضت إلى نحو 35 إلى 40% مقارنة بالسعر قبل تقلبات الليرة التركية الأخيرة، مما يعني أن كثيراً من القصور التي كانت أسعارها لا تناسب الكثير من المشترين أصبح من الممكن شراؤها، خاصةً بعد حصر المبيعات في تركيا بالليرة التركية.
في هذا السياق تحدّثت المستشارة العقارية سينيم يالماز إلى إحدى الوكالات الإخبارية التركية قائلةً:
(إنّ الأجانب يفكرون في الاستفادة من أسعار الصرف الجديدة لليرة التركية أمام الدولار الأمريكي خاصة بعد هبوط قيمتها إلى 6 ليرات للدولار الواحد بعد أن كانت قبل سنة من الآن 3.75 ليرة للدولار الواحد، هذا الأمر يعني أن العملات الأخرى "والخليجية بالذات" أيضاً أصبحت ذات قيمة أعلى مقارنة بالليرة التركية، وإن لم ننسَ أن العقارات التركية هنا لا تباع إلا بالعملة الأخيرة، حسب آخر التعديلات الرئاسية الجديدة، كل ذلك مجتمعاً يعطي الأجانب دافعاً أكبر لشراء القصور المطلة على البوسفور).
وفي جواب عن سؤال حول الجنسيات الأجنبية التي تجذبها هذه القصور، أجابت السيدة يالماز قائلةً:
(مواطنو العديد من الدول العربية والشرق الأوسط يتوافدون لشراء هذه القصور، وكان النصيب الأكبر من دولة قطر حيث لاحظنا تزايداً في إقبال القطريين على شراء العقارات الفاخرة في إسطنبول)
وعلى صعيد متصل قالت السيدة يالماز: (كانت مثل هذه العقارات فيما مضى تُباع بالدولار أو اليورو، ولكن بسبب التقلبات الأخيرة وتغير سعر الصرف، اشتكى العديد من المشترين المحليين الأتراك من ارتفاع الأسعار قياساً على الليرة التركية، مما دفع الحكومة التركية لإعادة تسعير المبيعات العقارية بالليرة التركية فقط تجنباً لأي تغير كبير قد يطرأ على الأسعار العقارية، طبعاً هذا القرار أثّر إيجاباً على الأجانب لأنّه صار بإمكانهم الاستفادة من فرق السعر بين الدولار والتسعير بالليرة التركية)
اقرأ أيضاً: لن يتأثر قطاع العقارات في تركيا بهبوط الليرة التركية، أتعرف لماذا؟
مما يُذكر في هذا الجانب أنّ القصور على طرفي البوسفور ليست كلها قصوراً خاصة أو حديثة ، فمنها القصور التاريخية والتي يحتاج مالكوها الجدد إلى مراجعة دوائر الأثار للحصول على أذونات من أجل أي تعديلات عليها حتى الطلاء واللافتات، وإن كان هذا الأمر يبدو بعض الشيء روتينياً ولكنه يحفظ الخصوصية التاريخية للمنطقة.
ونقلاً عن وكالة ديمير وين الإخبارية : إنّ على جانبي البوسفور حوالي 600 قصر من أفخر القصور في العالم منها حوالي 360 قصر له مزايا تاريخية.
بالرغم لما تعرضت له هذه القصور التاريخية عبر الزمان لحوادث وكوارث طبيعية وأخرى بشرية كالحرائق وغيرها، فإنها لا تزال محافظة على جماليتها وجاذبيتها الخاصة بالإضافة إلى اللمسات التاريخية التي تحكي إبداع الحضارات التي مرت على الأرض التركية.
هذه القصور التي بنيت بأبسط المواد من الأخشاب والحجارة قبل عدة قرون، كانت في السابق منازل لسياحة واصطياف أفراد العائلات الحاكمة والباشاوات والشخصيات المرموقة من أطباء وحكماء وعلماء وغيرهم من أثرياء تلك العصور، وأبناء الطبقات الغنية.
لماذا تجذب قصور البوسفور أثرياء العالم؟
لا يختزل الجواب بكلمة أو كلمتين، إنما هي عدة أسباب اجتمعت في هذه القصور، من الموقع الفريد بين قارتي آسيا وأوربا على المضيق الفاصل بينهما، إلى جانب تاريخ هذه القصور وما يحمله التصميم التاريخي هندسياً من جمال وإتقان وإبداع، إضافة إلى اتساع مساحات هذه القصور و الإطلالات الساحرة وليس انتهاءً عند الواجهة البحرية الطويلة.
إضافة إلى ماسبق فيمكن للباحثين عن أرقى الشقق في إسطنبول أن يوجهوا أنظارهم إلى جانبي البوسفور، فهناك تظهر أغلى وأثمن أرقى الشقق، وخاصة أنّ الحصول على إطلالة على البوسفور بحد ذاته يعتبر هدفاً للكثير من المشترين الأجانب.