تعيش تركيا منذ عدة سنوات خطط عظيمة وكبيرة لتحسين وضع العقارات في تركيا، وسنة بعد سنة تحولت مشاريع التحول الحضري في تركيا إلى عوامل جذب رئيسية للاستثمارات العقارية الأجنبية بمبالغ خيالية وأرباح مرتفعة جداً، الأمر الذي أحدث ثورة عقارية في تركيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسنقوم في هذا المقال بالإحاطة بأهم المعلومات والتفاصيل التي جعلت من التحول الحضري في تركيا مشروعاً ضخماً وجباراً.

ماهو التحول الحضري في تركيا

التحول الحضري من الخطط العمرانية المعروفة عالمياً، وتنتهجها تركيا منذ عدة سنوات بشكل رسمي.

المقصد من هذه الخطط إعادة بناء الوحدات السكنية في تركيا بما يناسب مع شروط البناء الحديث، وقد جاء هذه الخطة بعد عدة قرارات تركية تخص إجراءات السلامة أثناء البناء.

تمتد خطط التحول الحضري في تركيا على امتداد الولايات التركية، وإسطنبول حالياً هي أكثر الولايات نشاطاً من ناحية التحول الحضري.

تهدف خطط التحول الحضري في تركيا إلى إعادة بناء أكثر من 7.5 مليون منزل في تركيا كمرحلة أولية حتى عام 2023، ثم يتم إعادة تأهيل حوالي 18 مليون منزل في تركيا خلال فترات لاحقة.

لماذا بدأت تركيا بخطط التحول الحضري؟

كانت الشرارة الأولى الدافعة لتفكير تركيا بشكل جدّي في الفترة التي أعقبت زلزال اسطنبول المدمّر في 1991، ومنذ ذلك التاريخ اتجهت تركيا نحو زيادة الوعي لدى السكان بخصوص مسائل التأمين ضد الزلازل والكوارث الطبيعية وإلزامية ذلك بالنسبة للعقارات.

كما عمدت تركيا إلى منع بناء أي منزل مخالف للمواصفات المقاومة للزلازل، وجهزت خطة شاملة لإعادة بناء وتأهيل المنازل القديمة والذي عُرف باسم "التحول الحضري".

لكن مع زيادة عدد المشاريع السكنية الحديثة في تركيا، التفتت الحكومة التركية نحو جعل خطط التحول الحضري في تركيا خططاً لإعادة تأهيل شاملة، تشمل تحسين البنى التحتية وتطويرها، وتشجيع الاستثمار الأجنبي في القطاع العقاري التركي.

 

بدأ المشروع الأول للتحول الحضري في تركيا بشكل فعلي في عام 2013، في منطقة كاديكوي في اسطنبول وقد شمل بناء مجمع سكني يحوي 3000 شقة، وقد كان المشروع الأول الذي استقطب الاستثمارات الأجنبية نحو العقارات التركية.

اليوم منطقة كاديكوي وبعد 7 سنوات فقط من بداية التحول الحضري باتت تُعرف كواحدة من أهم وأفضل مناطق اسطنبول ومن الخيارات السكنية الممتازة.

أهداف التحول الحضري في تركيا

تتلخص أهداف خطط التحول الحضري في تركيا بالنقاط التالية:

  • تجنيب البلاد تكرار مأساة زلزال اسطنبول المدمر في 1991
  • بناء ملايين الوحدات السكنية الجديدة ضمن مجمعات حديثة ومخدّمة بأرقى الخدمات.
  • تحويل الأحياء الفقيرة والعشوائية إلى أحياء حديثة وراقية
  • زيادة جذب الاستثمارات الأجنبية إلى سوق العقارات في تركيا
  • الاستفادة من خطط تطوير البنى التحتية كالطرق السريعة والجسور والمطارات وخطوط ومحطات النقل الحديثة "خطوط المترو".
  • تأمين حضور قوي ولافت للعقارات التركية في المعارض الدولية للعقارات.
  • المساهمة في دعم الاقتصاد التركي
  • المساهمة في دعم رؤية 2023 وخاصة ما يتعلق بالتنمية العمرانية والتطوير العقاري في تركيا
  • الإسهام في تحسين تصاميم وأعداد المحلات التجارية والشركات في تركيا.
  • مواكبة خطط التنمية السياحية في البلاد
  • حماية المنشآت التاريخية وتحسينها والحفاظ عليها.

أرباح التحول الحضري في تركيا

بحسب عدة وكالات إحصائية واستثمارية في تركيا فإنّ القطاع العقاري في تركيا استفاد بشكل كبير من خطط التحول الحضري.

فإنّ الخطط تهدف خلال المرحلة الأولى لها والتي تمتد من 2013 إلى 2023 إلى إحداث 7.5 مليون وحدة سكنية تقريباً بعوائد ربحية يُتوقع أن يصل مجموعها إلى 500 مليار دولار أمريكي.

وبفضل المشاريع الحضرية الجديدة في تركيا والتطور العمراني اللافت فيها فقد تم تصنيف تركيا في عام 2017 كواحدة من أهم عشر دول يفضلها الأجانب لشراء العقارات في تركيا، وهذا يزيد من التوقعات نحو مزيد من الأرباح التي يجنيها القطاع العقاري في تركيا بعد المشاريع الحضرية.

زادت أسعار العقارات في مناطق عدة في إسطنبول كالعقارات المحيطة بخط باسن اكسبريس حوالي ثلاثة أضعاف خلال فترة قصيرة بسبب التحول الحضري في إسطنبول، لتتحول هذه المنطقة إلى مركز إسطنبول الجديد.

هل ستنجح مشاريع التحول الحضري في تركيا؟

بالرغم من الكم الهائل من الإشاعات التي تحاول التشويش على مشاريع التحول الحضري في تركيا إلا أنها لا تتجاوز كونها أكاذيب يتم ترويجها ولا أساس لها من الواقع.

إن من يتابع الواقع الاقتصادي في تركيا بل وواقعها العام يدرك تماماً أنّ خطط التحول الحضري نشأت في بيئة ممتازة وملائمة للنجاح والربح والاستثمار الممتاز، وذلك للأسباب التالية:

  • المشاريع الحضرية في تركيا ليست خططاً عشوائية، إنّما ضمن خطط حكومية مدروسة ومعدّة بعناية ودقة.
  • مشاريع التحول الحضري في تركيا حجزت أجنحة مهمة في عدة معارض دولية للعقارات في تركيا
  • أنجزت تركيا ملايين العقارات الحديثة في تركيا وشهدت رواجاً كبيراً بين الأجانب وخاصة المستثمرين العرب في تركيا والذين زادت أعدادهم بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

في عام 2018 اشترى أكثر من أربعين ألف أجنبي عقارات في تركيا ويُرشح هذا العدد للزيادة بشكل تقريبي إلى نحو 55 إلى 60 ألف أجنبي سيشترون عقارات في تركيا مع نهاية عام 2019.

  • أصبحت مشاريع التحول الحضاري في تركيا ملاذاً آمناً لأموال الكثير من مستثمري الشرق الأوسط، خاصة بعد الاضطرابات التي شهدتها عدة دول عربية أسفرت عن هجرة الأموال إلى تركيا وتفكير المستثمرين بالسكن والاستثمار في تركيا.
  • الاستقرار السياسي والاجتماعي في تركيا ساهم بشكل كبير في التشجيع على سكن الأجانب في تركيا واستثمارهم في عقاراتها
  • استطاعت العقارات في تركيا أن تثبت عدم تأثرها سلباً بتقلبات سعر الصرف لليرة التركية، مما ساعد على استمرار تدفق عمليات شراء العقارات في تركيا بشكل كبير بالرغم من فقدان الليرة التركية حوالي 40% من قيمتها خلال عام 2018 الماضي وبداية 2019.
  • المشاريع الحضرية في تركيا لم تقتصر على العقارات فقط، بل حوّلت الكثير من الأحياء تحويلاً جذرياً وخاصة في القسم الآسيوي في إسطنبول، حيث انتعشت هذه المناطق بفعل مشاريع التحول الحضري التي شهدتها.
  • كذلك ترافقت مشاريع التحول الحضري في تركيا مع عدة مشاريع عملاقة في البنى التحتية التركية، فقد ساهم مطار اسطنبول الجديد في زيادة قيم العقارات في عدة مناطق محيطة به، كذلك إنّ قناة إسطنبول الجديدة ستساهم بإحداث ثورة عقارية كبيرة، حيث ستترافق القناة مع إحداث مدينة كاملة متكاملة الخدمات داخل إسطنبول.
  • زادت بشكل كبير أسعار العقارات في إسطنبول خلال الفترة الماضية وصلت إلى 116% في منطقة ساريير أرقى مناطق إسطنبول، وكذلك زادت أعداد المبيعات العقارية للأجانب بنسبة تزيد عن 65% في تركيا عموماً.

كلما سبق ذكره يعتبر من علامات نجاح الاستثمار العقاري في تركيا بشكل عام وتحديداً بعد أن دخلت مشاريع التحول الحضري في تركيا حيّز التنفيذ وأصبحت واقعاً نلمسه على الأرض وتحققت العديد من أهدافها، ولا نزال ننتظر السنوات القادمة لتدخل هذه المشاريع مراحل أخرى ومتقدمة من التطوير العمراني وتأهيل المساكن في تركيا وتحسين ظروف السكن والمعيشة في هذه البلاد.