لا شكّ أن آيا صوفيا من الصروح الدينية والتاريخية المهيبة في تركيا، وله قدر عظيم في نفوس الأتراك بمختلف توجهاتهم، كما أنّ آيا صوفيا في تركيا يمثّل محطّ إعجاب شريحة واسعة من المسلمين والمسيحيين حول العالم، وتصنفه منظمة "اليونيسكو" ضمن الآثار التاريخية ذات الطابع الثقافي العالمي، وقد كان لخبر إعادة آيا صوفيا في تركيا مسجداً صدىً واسعاً على مستوى تركيا والعالم.

خبر آيا صوفيا يتصدّر وكالات الأنباء

أصبح اسم آيا صوفيا هو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام التركية والعربية والعالمية بعد صدور قرار المحكمة العليا التركية بإعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا أمام المصلين ورفع الأذان منه، ونقل مسؤولية الإشراف عنه من وزارة السياحة والثقافة إلى وزارة الأوقاف باعتبار أنّه تحول من متحف سياحي إلى مسجد.

ماذا تعرف عن آيا صوفيا في تركيا

موقع مسجد آيا صوفيا

شُيّد مسجد آيا صوفيا على مدخل مضيق البوسفور على الطرف الأوروبي من ولاية إسطنبول التركية، وتعرف المنطقة حالياً باسم "منطقة السلطان أحمد" وهي من المناطق السياحية المعروفة.

البنية العمرانية للمسجد

تذكر المصادر التاريخية أنّ مدة بناء آيا صوفيا استغرقت حوالي خمس سنوات عندما بنى البيزنطيون هذا المعلم الأثري ككنيسة، وكانت تمثل روعة من روعات الفن المعماري البيزنطي حيث كان مخططاً لها أن تكون أكبر كنيسة مسيحية في تلك الفترة، وأضيفت إليه اللمسات الهندسية العثمانية الأنيقة بعد أن تم شراء المبنى وتحويله إلى مسجد على يد السلطان العثماني "محمد الفاتح"

يبلغ ارتفاع قبة مسجد آيا صوفيا 55.6 متراً، ويبلغ قطرها 32 متراً وتقوم على أعمدة اسمنتية ضخمة جداً عددها أربعة، وارتفاع كل منها 24.3 متراً.

يبلغ طول البناء الرئيسي لمسجد آيا صوفيا حوالي 82 متراً، ويبلغ عرضه 73 متراً، وارتفاع البناء 55 متراً، وله تسعة أبواب، وتمت تغطية سطحه بأحجار الفسيفساء.

وشيدت جدران آيا صوفيا في تركيا من الرخام الذي تم جلبه من عدة بلدان خصيصاً لهذا البناء، وتم تزيينها بفسيفساء ذهبية لامعة، وبأحجار ملونة، لتظهر هذه الجدران بأبهى ما يمكن تصوره.

كما زاد من جمال هذه الجدران الكتابات العثمانية التي أضيفت بعد تحويله إلى مسجد، إلى جانب تشييد أربع مآذن ذات شكل إسطواني صُممت وفق الطراز العثماني.

فهذا المسجد اليوم يعتبر آية من آيات الجمال الهندسي والفني، وواحداً من أهم القطع المعمارية الأثرية التي تحكي إبداع التاريخ وجمالية اهتمام من سبقونا على هذه الأرض بالعمران والتشييد.

مكانة آيا صوفيا

يمثل آيا صوفيا في تركيا واحداً من أعقد القضايا الجدلية لما له من مكانة متعددة الوجوه في نفوس ملايين الناس في تركيا وخارجها.

المكانة الأثرية

هو معلم أثري عالمي يحكي إرثاً تاريخياً لولاية إسطنبول التي تفصل بين مشرق الأرض ومغربها وتجمع على أرضها آثار حضارات عالمية متعاقبة

وقد أدرجت منظمة اليونيسكو متحف آيا صوفيا ضمن قائمتها الخاصة بالمواقع التراثية العالمية وذلك في عام 1985، ولم تتخذ المنظمة أي إجراء بخصوص هذا القرار بعد تحويل المتحف إلى مسجد مما يعني أنه سيبقى محتفظاً بكونه موقعاً تراثياً عالمياً وفق تصنيف اليونيسكو.

المكانة الدينية

لآيا صوفيا رمزية خاصة في نفوس المسيحيين الأرثوذوكس في كل أنحاء العالم، ويقصده ملايين السياح المسيحيين تجسيداً لهذه الدلالة العاطفية والدينية، وخاصة اليونانيين فإنهم ينظرون إلى آيا صوفيا في تركيا كإحدى معالم الفترة التاريخية الذهبية لهم، ليس من باب التوسع والتمدد إنما فقط كمكانة تاريخية مرتبطة بأيام ذهبية كانت تعيشها الامبراطورية البيزنطية قبل الفتح الإسلامي لمدينة إسطنبول.

على جانب آخر، فإنّ مسجد آيا صوفيا في تركيا له مكانة خاصة في نفوس المسلمين، فقد ارتبط بناؤه بنصر عظيم "فتح القسطنطينة" وارتبط إغلاقه وتحويله إلى متحف بهزيمة كبرى "سقوط الخلافة العثمانية"، لذلك يحمل الكثير من المسلمين في تركيا وغيرها من الدول الإسلامية مشاعر صادقة ونبيله ترجمتها الفرحة التي عمت العالم الإسلامي استبشاراً بعودة افتتاح آيا صوفيا في تركيا للصلاة والعبادة.

المكانة الاقتصادية والسياحية

آيا صوفيا في تركيا يأتي في المرتبة الثانية على مستوى المتاحف في تركيا من ناحية جذب السياح والزوار، حيث يستقبل ملايين الزوار، وقد كان وجهة لزيارة شخصيات دينية وسياسية معروفة من جميع أنحاء العالم.

بعد تحوله إلى مسجد يكون الدخول إليه مجاناً مما يقلل من المردود المالي الذي كانت تجنيه وزارة السياحة والثقافة في تركيا من رسوم الدخول إلى المتحف، ولكنه سيبقى محافظاً على مكانته السياحية ورمزيته الجاذبة لملايين السياح سنوياً.

يضيف المسجد أهمية حيوية لمنطقة السلطان أحمد وخاصة عقاراتها ومتاجرها السياحية وفنادقها ومراكز الترفيه فيها والمطاعم والمقاهي وغيرها لأنها ستكون محطات مهمة في جولة أي سائح يقوم بزيارة آيا صوفيا.

المكانة السيادية

بعد الصدى الإعلامي الذي رافق إعلان المحكمة العليا في تركيا عن قبولها قرار إعادة مسجد آيا صوفيا في تركيا للصلاة والأذان والعبادات، بدأت أصوات أوروبية وأخرى معارضة لتركيا تطالبها بالعدول عن هذا القرار، ومع إصرار الرئاسة التركية على تطبيق القرار أصبح لآيا صوفيا مكانة مرتبطة باستقلال القرار التركي وسيادته، وقوة الموقف السياسي التركي.

وهذا المسجد سيكون حكاية من حكايا التاريخ التركي التي تتكلم عن قوة هذه الدولة وتحولها من دولة تستجدي رضا الأوروبيين إلى دولة مستقلة تتخذ قرارها بشكل سيادي.

ما قصة آيا صوفيا في تركيا

الخلاف حول مسألة آيا صوفيا هو خلاف تاريخي، فإنّ بناء آيا صوفيا عام 537 للميلاد ككنيسة بناها الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول، وأصبحت صرحاً دينياً مميزاً على صعيد العالم المسيحي آنذاك.

بعد فتح القسطنطينية "إسطنبول" عام 1453 للميلاد اشترى السلطان العثماني محمد الفاتح الكنيسة من الأحبار القائمين عليها، وحولها إلى مسجد كبير.

بعد سقوط الخلافة العثمانية انتشرت وثيقة تُنسب إلى مؤسس الجمهورية التركية "مصطفى كمال أتاتورك" تتحدث عن قرار بإغلاق المسجد وتحويله إلى متحف يضم كنوزاً أثرية تعود للحضارتين الإسلامية والمسيحية التي مرتا على آيا صوفيا.

وباعتبار أنّ تاريخ تحويل المسجد إلى المتحف في عام 1935 للميلاد وهذه الفترة يصنفها المؤرخون الأتراك بأنها مرحلة غامضة وقد خضع فيها أتاتورك لما يشبه الإقامة الجبرية، كما أنّه كان يصارع المرض في تلك الفترة، مما دعا الكثير من الباحثين الأتراك للتشكيك بكون أتاتورك قد وقع بالفعل على مثل هذا القرار.

في عام 2013 للميلاد قام المؤرخ التركي "يوسف هالاج أوغلو" بمساعدة باحثين آخرين بتقديم تقرير علمي وتاريخي دقيق يتحدث عن عدم شرعية قرار تحويل آيا صوفيا في تركيا إلى متحف لأن توقيع أتاتورك الموجود على القرار المتعلق بالموضوع كان مزوراً.

وتزايدت المطالب بإعادة النظر في قرار تحويل آيا صوفيا إلى متحف إلى أن تمّ أخيراً إصدار قرار رسمي من المحكمة العليا في تركيا بإعادة افتتاح آيا صوفيا مسجداً من مساجد تركيا بتاريخ 24/07/2020 وإقامة أول خطبة وصلاة جمعة فيه في هذا التاريخ.

ماذا بعد افتتاح آيا صوفيا مسجداً

سنتكلم هنا عن الأهمية الاقتصادية وخاصة في مجالي "العقار والسياحة" في إسطنبول بعد حدث إعادة افتتاح المسجد:

  • الصدى الإعلامي الذي رافق هذا الحدث سيزيد من عدد السياح الأجانب إلى المسجد
  • زادت الأهمية الحيوية للمنطقة وبالتالي سيؤثر ذلك على عقارات منطقة السلطان أحمد حيث يوجد مسجد آيا صوفيا.
  • كذلك ستزداد أهمية وقيمة الفنادق في منطقة السلطان أحمد والشقق الفندقية.
  • الأهمية الاستثمارية سترافق كذلك المطاعم والمقاهي في منطقة السلطان أحمد في إسطنبول

 

ويمكنكم عن طريق الفنار العقارية الحصول على أفضل العروض العقارية الاستثمارية في المنطقة المحيطة بمسجد آيا صوفيا والقريبة منه وكذلك في كل أحياء إسطنبول والحصول على الخدمات المثالية التي تمنحكم إياها الفنار للحصول على تجربة شراء عقار في تركيا مميزة وراقية.