تحدثنا في الجزء الأول عن مجموعة من النصائح لإدارة مصاريفك كأجنبي مقيم في تركيا، ونتابع في هذا المقال النصائح التالية:

إدارة مصاريف رحلة سياحية داخل تركيا

إن تركيا تصلح للسياحة في جميع فصولها، ولكن تختلف المنطقة التي يمكن زيارتها باختلاف الفصل من السنة، فمن يزور تركيا باحثاً عن الاستمتاع بشواطئها ومناظرها الجميلة، باحثاً عن الهدوء والاسترخاء في هذه الفترة، سيجد أن الأسعار والتكاليف بالليرة التركية ما زالت على حالها تقريباَ، وهذا يعني أنك تستطيع زيارة أماكن أكثر والاستمتاع لفترة أطول خلال عطلتك في تركيا.

إن التكلفة الخاصة بعطلة لمدة عشرة أيام في صيف 2017 تكفيك في هذا الصيف لقضاء عطلة ل14 يوماً، إذاً ستكون محظوظاً في هذه العطلة، لأنه يمكنك زيارة أماكن أكثر والتعرف على مناطق سياحية أكثر، وشراء بعض البضائع التركية القيمة والتراثية بأسعار أخفض، لم يتأثر قطاع المواصلات والمطاعم والفنادق بانخفاض قيمة الليرة التركية بل على العكس زاد عدد السياح وزاد إنفاقهم في السوق التركية بشكل كبير.

أشارت إحصائيات وزارة السياحة في تركيا إلى أنّ إنفاق الأجانب فقط في المطاعم السياحية في تركيا أثناء قضاء عطلتهم أو رحلاتهم الترفيهية قد بلغ حد 2.5 مليار دولار أمريكي خلال أول ستة أشهر من عام 2018 فقط، وهذه المبالغ تعكس مدى اهتمام السياح الأجانب بقضاء رحلات سياحية في تركيا.

 

تكلفة الرحلة إلى إسطنبول وتأثير هبوط الليرة التركية

عندما تدخل إلى تركيا بزيارة أو لقضاء عطلة أو ربما لطلب العلاج أو لأي سبب آخر، فإنك ستتعامل  بعملة هذا البلد في كثير من التفاصيل اليومية، ولكن أيضاً في ذات الوقت قد تجد بعض السلع والأغراض بالعملة الأجنبية، وخاصة في المناطق السياحية، فتسأل نفسك هل الأفضل أن أقوم بتحويل أموالي عند دخول تركيا إلى الليرة التركية، أم يجب أن أحوّل فقط المبالغ التي أنفقها للأمور اليومية، كالمواصلات والمطاعم وبعض التكاليف العادية.

لمناقشة هذه الفكرة يجب أن نسأل أنفسنا السؤال التالي:

إن  قيمة صرف الليرة التركية أمام الدولار هبطت بقيمة 40% تقريباً خلال سنة واحدة، فهل زادت الأسعار والتكاليف بنفس النسبة؟

طبعاً لا شكّ أنّ التضخم في كل بلد أمر لا مفر منه، ولكن نسبة التضخم في الأسعار والتكاليف بلغ في شهر نيسان/أبريل من عام 2018 معدلاً قدره 1.6%، ولم تتأثر معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية في تركيا بشكل كبير بهبوط الليرة التركية، والسبب أنّ تركيا دولة مصدّرة وأغلب بضائعها غير مستوردة، إنما محلية، باستثناء الحديد والألمنيوم الذي فرضت عليهما تركيا مزيداً من الضرائب.

إنّ عدم تغير التكاليف الخاصة بالرحلات والتجول في تركيا وثبات الأسعار نسبياً، يجعل من الذهاب إلى تركيا وخاصة في آخر شهر من العطلة الصيفية في أيلول/ سبتمبر 2018، يعتبر من الأفكار الجميلة والتي قد يلحظ فيها الزائر أو السائح انخفاض مصاريف الرحلة، خاصةً إن تعامل بالليرة التركية.

إدارة مصاريف حجز تذاكر الطيران

يوجد العديد من شركات الطيران والتي تنظم رحلات يومية من وإلى تركيا، وتستخدم معظم المطارات التركية على امتداد الرقعة الجغرافية للبلاد، وتتنوع تكاليف الحجوزات من شركة لأخرى تبعاً لنوعية الخدمات والامتيازات التي تقدمها.

نصائح ضرورية لكي يحصل الزائر على تذاكر طيران رخيصة الثمن :

  • أن يحجز المسافر تذكرة الطيران قبل موعد سفره بوقت طويل، وخاصة إن كان يقصد السفر في موسم سياحي، فإنّ أسعار التذاكر قريبة الأجل تكون أغلى ثمناً عادةً.
  • يجب ألا يقوم بالحجز مباشرة وبشكل سريع، إنما يقوم بالسؤال في أكثر من شركة طيران، والمقارنة بين الأسعار والخدمات والمميزات، ليحصل على خياره الأفضل.
  • من الضروري الاستفادة من الشركات التي تقدم عروضاً مغرية، وذلك يمكن معرفته عند سؤال أكثر من شركة عن أسعار التذاكر والخدمات.

 

نوع الشقة

تكاليف الإقامة لليلة واحدة

2017

2018

الليرة التركية

ما يقابلها بالدولار

الليرة التركية

ما يقابلها بالدولار

5 نجوم ـ غرفة مزدوجة

455 TL

130$

600 TL

100$

4 نجوم ـ غرفة مزدوجة

315 TL

90$

450 TL

75$

3 نجوم ـ غرفة مزدوجة

175 TL

50$

240TL

40$

 

قمنا في الفنار العقارية بالسؤال عن حجز تذكرة طيران من الرياض إلى إسطنبول ذهاباً وإياباً، فقد كانت تتراوح ما بين 350 إلى 800 دولار أمريكي.

تكاليف السكن في فندق أو شقة فندقية في تركيا

لا شكّ أنّ تكلفة الإقامة في فندق في تركيا تختلف من ولاية إلى أخرى ومن حي إلى آخر، بل وفي نفس الحي من فندق لآخر، بل وفي نفس الفندق من غرفة لأخرى، وهذا الأمر يعود إلى عدة أسباب وهي:

  1. تصنيف الفندق : إن الفنادق 5 نجوم تكون الأغلى، ثم تنخفض قيمة التكلفة بانخفاض التصنيف، إذ تكون فنادق 4 نجوم أخفض تكلفة، ثم 3 نجوم وهكذا..
  2. موقع الفندق : يلعب الموقع دوراً واضحاً في غلاء التكاليف، فالفنادق ذات التكاليف الرخيصة لا يمكن أن تجدها في المناطق السياحية أو في مراكز المدن.
  3. إطلالة الغرف : عندما تحجز في فندق في وسط إسطنبول مثلاً، فلا بدّ أن الغرف التي تمتلك إطلالة على مضيق البسفور تكون أغلى من الغرف التي لا تمتلك هذه الإطلالة، وكذلك الإطلالة على البحر أو على مساحة خضراء يختلف عن الإطلالة على المدن والشوارع المزدحمة.
  4. الموسم : ترتفع تكاليف الإقامة في الفنادق في تركيا في أوج الفترة السياحية، خاصة الأشهر: تموز/يوليو و آب/أغسطس، وخاصة في المدن الساحلية والتي تشهد موسماً سياحياً مميزاً على شواطئها. أما لو حجزت في شهر آذار/مارس في بداية عودة الدفء إلى إسطنبول بعد شتاء بارد مثلج ممطر متلبد في الغيوم، فإن الأسعار ستكون أخفض. من الملفت للنظر أنّ الزائر يمكنه الاستفادة من هبوط الليرة التركية، وسنوضح قيم تكلفة الإقامة لليلة واحدة بشكل وسطي في فنادق اسطنبول قبل وبعد انخفاض قيمة صرة العملة المحلية:

 

 

المواصلات في تركيا وتكاليف التنقل

إنّ تكاليف المواصلات في تركيا لم تتغير مطلقاً منذ بداية العام 2018، ولم تتأثر مطلقاً بسعر الصرف لليرة التركية، إذا أحببت أن تستقل سيارة خاصة فإنّ أطول رحلة ضمن إسطنبول قد لا تتجاوز الـ 30 دولار أمريكي، وشبكة المواصلات الحديثة في البلاد، ووجود خطوط المترو والمتروبوس والترام فاي تغني نوعاً ما عن السيارات الخاصة وتكاليفها، إن تكلفة شراء بطاقة المواصلات كانت تساوي دولارين، الآن دولار واحد  تقريباً طبعاً قياساً على الليرة التركية.

يمكن أن تشتري البطاقة الزرقاء وهي توفر الكثير من تكاليف التنقل الزائد في إسطنبول، لم تتغير قيمة هذه البطاقة، إذ تساوي 215 ليرة تركية شاملة الحصول على 180 نقطة “أي يمكن أن تقوم بالدخول بها 180 مرة إلى وسائل النقل خلال شهر واحد”.

في بداية 2018 كانت قيمة هذه البطاقة 61 دولار أمريكي، أما الآن وباعتبار أنها لم تتأثر ولم يتغير سعرها فهي تساوي 36 دولار أمريكي.

التسوق في تركيا والمصاريف الشخصية

 

بالنسبة للتسوق العادي كشراء الملابس أو أغراض تحتاجها في المنزل، أو الموبايلات أو نحو ذلك فهي لم تتغير إلا بنسب قليلة لا تتجاوز الـ3% من السعر الأصلي، ومن هنا ننصح من كان معتاداً على شراء السلع داخل تركيا بالعملة الأجنبية “الدولار” أن يقوم بشرائها الآن بالليرة التركية لأن ذلك أخفض قيمة، ناهيك أن المحلات التي تعرض شيئاً من بضاعتها بعملات أجنبية كالدولار الأمريكي أو اليورو فهي تعتمد قيمة صرف تختلف عن القيم الأصلية، لذلك احرص على تحويل جزء كبير من الأموال التي رصدتها للرحلات والتسوق إلى الليرة التركية واستمتع بقضاء عطلة ممتعة. أيضاً تجنّب أن تتعامل في المطاعم والمقاهي بالدولار الأمريكي واعتمد التسعيرة الخاصة بالليرة التركية فإنها أخفض. وختاماً يجدر بنا أن نذكر إن التكاليف التي كانت تغطي عطلة لـ 10 أيام في إسطنبول تكفي الآن لتغطية تكاليف عطلة لـ 15 يوماً تقريباً.

إنّ تركيا تهتم كثيراً بالقطاع السياحي في البلاد، لا سيما وأنّ أكثر من 80% من إيرادات السياحة في تركيا مصدرها الزائرون الأجانب، في حين تمثّل السياحة المحلية أقل من 20% من إجمالي الإيرادات المالية للقطاع السياحي، كما أنّ السياحة بالنسبة لتركيا تعدّ فرصة ثمينة لتعريف الأجانب على قطاعات استثمارية متنوعة في البلاد، وتمثّل خطوة لتحدي هبوط الليرة التركية وإثبات أنّ الاقتصاد التركي أقوى من أن ينهار بسبب هزات ضعيفة وطارئة تمر به.

في الدول ذات الاقتصاد الضعيف عندما ترتفع قيمة صرف العملة المحلية يهرب رجال الأعمال من استثماراتهم وينفر الناس من التعامل بهذه العملة، أما في الدول ذات الاقتصاد القوي والمتماسك كتركيا، فإن هبوط الليرة التركية أمام العملات الأجنبية الأخرى شكّلت فرصة للاستثمار في قطاعات جديدة والاستفادة من هذه المرحلة في إنجاز العديد من الوظائف السياحية والقانونية والدراسية والصحية مستفيدين من انخفاض قيمة التكاليف للأجانب كونهم من حملة العملات الأجنبية.

تبقى الفنار دائماً بالنسبة لكم بوابتكم الآمنة إلى تركيا ونسعد بتقديم كافة الخدمات لكم فيما يخص التأمين والإقامة وتأسيس الشركات والتجارة والخدمات الطلابية والجامعية، وكذلك خدمات التسويق والاستثمار العقاري في تركيا