ما لا تعرفه عن البندق في تركيا

 إنّ  مساحة تركيا الواسعة ومناخها جعل منها موطناً للكثير من الزراعات، مما جعل منها بلداً مصدراً للكثير من المنتجات الزراعية والثمار والورود وغيرها، وحديث اليوم عن واحدة من الثمار التي احتلت تركيا بإنتاجها مقعداً متقدماً وحققت منه موارد مالية كبيرة.

صادرات تركيا من البندق 1.1 مليار دولار خلال 7 أشهر فقط

وفقاً لإحصائيات رسمية فإنّ تركيا قد حققت مبيعاً خارجياً للبندق خلال المدة الفاصلة بين شهري آذار/ مارس و أيلول/ سبتمبر من عام 2018 الماضي بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي حيث صدرت حوالي 190 ألف طن من البندق التركي إلى العديد من دول العالم.

تمثل الدول الأوربية السوق الأول والأكثر استيراداً للبندق من تركيا، حيث بلغت نسبة البندق في تركيا الذي تم تصديره إلى أوربا أكثر من 75% من مجمل صادرات تركيا من البندق، أي ما يمكن تقديره بحوالي 144 ألف طن من البندق خلال المدة المذكورة، والتي تمثّل أشهر موسم جني البندق في تركيا.

على صعيد متصل فإنّ تركيا تعتبر أكبر دولة مصدرة للبندق في العالم، فقد باعت تركيا في الفترة الممتدة من أيلول/ سبتمبر 2017 حتى نهاية آب/ أغسطس 2018 ما قيمته 1.78 مليار دولار أمريكي من البندق، أي حوالي 287 ألف طن من البندق في تركيا وهي أعلى نسبة تصدير حول العالم.

يُساهم البندق التركي في رفع قيمة وكمية الصادرات التركية مما يخدم خطط تطوير الاقتصاد التركي وقد انشغلت تركيا لفترة طويلة في الاهتمام بالبندق والسعي لزيادة صادراتها منه وبالفعل قد زادت صادرات تركيا من البندق بشكل ملحوظ ويتوقع أنّ المواسم القادمة للبندق في تركيا ستشهد ارتفاعاً قد يصل إلى ملياري دولار أمريكي، وهذا الأمر مرتبط بعدة عوامل:

الأول: اهتمام الحكومة التركية بالاستفادة قدر الإمكان من كونها من أشهر البلاد التي تزرع وتنتج البندق وتصدره كذلك، حيث تشير الدراسات الاقتصادية إلى أنّ ثلاثة أرباع البندق المصدر حول العالم من تركيا.

الثاني: كون البندق في تركيا مصدر دخل للكثير من العائلات سواءً المزارعة أو العاملة في جنيه ،أو المستفيدين منه من خلال بيعه وتصديره، ولذلك يسعى الجميع نحو زيادة إنتاجية البندق.

الثالث: فوائد البندق الكثيرة تدفع العالم لزيادة استيراده، لذلك كلما زادت تركيا من إنتاجها تزداد ضمنياً الحصة المخصصة للتصدير، وما دام سوق التصدير مفتوح لاستيعاب كميات أكبر فإنّ تركيا ستستفيد حتماً كونها المصدر الأكبر للبندق حول العالم.

ولاية أوردو ولاية البندق في تركيا

تطل ولاية أوردو التركية على البحر الأسود وهي البوابة الشرقية للبحر الأسود في الجانب الشمال الشرقي من تركيا، وكذلك تُعدّ أوردو من المدن التركية الساحرة والفاتنة بطبيعتها ومناخها وأجوائها وأطباع شعبها وعاداتهم وتقاليدهم، كما أنها مدينة سياحية مهمة.

يتصدّر البندق في أوردو مصادر الدخل لأبناء الولاية ويعتبر مصدر الدخل الرئيس للعائلات الريفية هناك، وتنتشر بشكل كبير أشجار البندق في ولاية أوردو ويحلو للكثيرين تسمية الولاية باسم "ولاية البندق" وكذلك يسمي أبناء أوردو البندق بالذهب الأخضر أو نفط أوردو.

إنّ ولاية أوردو هي أكثر المدن إنتاجاً للبندق، ليس على مستوى تركيا فحسب بل على مستوى العالم، حيث يبلغ الإنتاج السنوي في أوردو من البندق حوالي 600 ألف طن، ومن الملفت للانتباه أنّ كثيراً من معامل الشوكلاته حول العالم تعتمد على البندق في تركيا ومن أوردو بشكل خاص من أجل إنتاج الشوكلاته، وتستورد الكثير من الشركات العالمية البندق من أوردو لهذا الغرض، بل إنّ شركة "ساغرا" صاحبة الماركة العالمية في إنتاج الشوكلاته قد بنت أكبر مصنع لها بالقرب من أوردو وذلك للاستفادة من قرب البندق وشرائه من مصادره.

وعلى جانب متصل يعتبر البندق التركي في ولاية أوردو من أشهر الهدايا التي يقوم بإهداء الشعب التركي في هذه الولاية لضيوفهم والسياح الأجانب، حيث يفخر الأتراك في أوردو بكونهم يمتازون بإنتاج البندق وتصديره للدول الأخرى، ويعتبرونه جزءاً من حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

أجواء خاصة حول موسم جني البندق في تركيا

إنّ لجني البندق في تركيا وبالأخص في ولاية أوردو "ولاية البندق" أجواءً خاصة في موسم حصاده، حيث يتم تحديد جدول زمني من قبل وزارة التجارة في تركيا من أجل بدء موسم الحصاد، وعادة يبدأ أولاً جني البندق من المناطق الساحلية في أوردو شرقي البحر الأسود.

في المناطق الساحلية والقريبة على ساحل البحر الأسود في أوردو غالباً يبدأ جني البندق في أواخر شهر تموز/ يوليو من كل عام، بينما يبدأ جنيه في المناطق الوسطى بعد أقل من 10 أيام من موعد بدء موسم الحصاد في الساحل، أي تقريباً في الأسبوع الأول من شهر آب/ أغسطس ،بينما يبدأ موسم حصاد البندق في المناطق الجبلية والمرتفعة في منتصف شهر آب/أغسطس.

يعمل في جني البندق الكثير من العائلات التركية وحتى العمال الأجانب، وغالباً ما تكون مواسم جني البندق مواسم فرح وسرور ولسكان أوردو أغاني شعبية معروفة عندهم يغنونها أثناء الحصاد لتمضية الوقت وتسلية أنفسهم، وللحث على العمل والنشاط.

فوائد البندق التركي     

عند الحديث عن البندق في تركيا فنحن لا نتحدث عن ثمرة عادية بمنافع بسيطة، وهي ليست مجرد مكسرات ووجبة كمالية كما يُعتقد، بل إنّ للبندق التركي فوائد عديدة ولعلنا نحاول في هذه الفقرة المرور على أهمها:

1. البندق من المكسرات المعروفة بشكل كبير، ويدخل في صناعة الشوكلاته، وله قيمة غذائية عالية
2. يعد البندق من المصادر المهمة للعديد من الدهون غير المشبعة وحموض أوميغا 1 و 2، والبروتينات والمعادن كالحديد والفوسفور والمغنيزيوم وكذلك الفيتامينات ً ويعتبر من الأغذية الصحية للأطفال لحاجتهم له بسبب غناه بالمواد المذكورة آنفاً.
3. إنّ البندق كذلك غنيّ بفيتامين E والمعروف عنه أنه يساهم في حماية جلد الإنسان الأشعة فوق البنفسجية والتي تُصنف كأشعة ضارة مسببة لسرطان الجلد والشيخوخة المبكرة.
4. يدخل البندق بشكل رئيسي في وصفات الريجيم والتنحيف لما فيه من مواد نافعة تساهم في تعويض ما يفقده الجسم أثناء تطبيق برامج الريجيم.
5. يزيد البندق من الخصوبة لدى كل من الجنسين، ويساهم زيت الزئبق بمد الجسم بالطاقة مما يؤدي إلى زيادة القدرة الجنسية كما له تأثير كبير على نوعية الحيوانات المنوية كذلك.
6. يحافظ البندق على صحة القلب وجهاز الدوران، ويعزز من أداء المخ للعديد من الوظائف كما أن له دور في الوقاية من الزهايمر المبكر، والكثير من علامات الشيخوخة كالرعاش.
7. يمنع البندق تخثر الدم ويقلل من ضغوطات الدم المرتفعة، مما يعني أنه عامل مهم في تقليل احتمالية الإصابة بالجلطة.
8. البندق من المحسنات لعملية الهضم
9. يساهم البندق في در البول، وتنقية الدم من السموم والفضلات
10. يساعد البندق في در حيب الأم المرضع.

كما له فوائد أخرى لا يتسع المجال لذكرها والحديث بتفصيل عنها، ولكن ما يجدر الإشارة إليه أو التحذير منه إن صح التعبير هو الحرص على عدم تناوله من قبل من يعانون من فرط الحساسية تجاه البندق، حيث يسبب ذلك الغثيان والقيء وأضرار جانبية أخرى.

حاولنا في هذا المقال أن نطلع القارئ الكريم على أهم النقاط التي قد لا يكون على إطلاع عليها حول البندق في تركيا والولاية الأكثر زراعة وتصديراً له مع إرفاق ذلك بالإحصائيات والأرقام الرسمية ، وأجواء حصاده، وفوائده، وكل ذلك أعددناه لتبقى الفنار العقارية بوابتكم إلى تركيا ومصدركم الأول للمعلومات الخاصة بهذه البلاد.