لقد زاد الحديث عن العلاقات بين تركيا والإمارات مؤخراً، ولذلك أحببنا أن نشير إلى بعض التفاصيل المهمة حول هذه العلاقات، مثل تاريخها، والاتفاقيات الجديدة بين البلدين، والمقومات التي تستند عليها علاقاتهما الثنائية، بالإضافة إلى الحديث عن مستقبل هذه العلاقات وفقاً لأبرز التحليلات الاقتصادية المختصة.

يمكنكم الإطلاع على كل ما ذكرناه وزيادة، والكثير من التفاصيل ذات الصلة ، من خلال متابعة قراءة هذا المقال.

قراءة نافعة نتمناها لكم

 تاريخ العلاقات بين تركيا والإمارات

منذ استلام حزب العدالة والتنمية التركي الحكم في البلاد في عام 2002 أدار الدفة نحو علاقات جيدة مع عدد من الدول العربية منها الإمارات، وفي النقاط التالية ذكرنا أهم المحطات التاريخية التي برزت فيها العلاقات التركية الإماراتية:

·        بين عامي 2002 و2008 تسمى هذه المرحلة "الذهبية" بالنسبة للعلاقات بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 9 مليار دولار أمريكي

·        شهد قطاع الطيران وخاصة في المجال السياحي توقيع اتفاقيات وإطلاق رحلات جديدة بين أبو ظبي وإسطنبول في عام 2009

·        اتفق كل من الجانبين على تحسين مستوى العلاقات التجارية بينهما واستحداث مشاريع اقتصادية واستثمارية مشتركة في عام 2010، وتعتبر هذه الخطوة إحدى أهم النقاط الفاصلة والمؤثرة في تحسن العلاقات بين تركيا والامارات بشكل عام.

·        وفقاً لأحدث تقارير السفارة التركية في الإمارات، فإنّ عدد الشركات التركية المؤسسة داخل الإمارات العربية المتحدة تجاوز حد الـ400 شركة، منها 75 شركة فقط في إمارة أبو ظبي.

·        ولا زالت تشهد العلاقات بين البلدين مزيداً من التطور والتعاون المشترك، خاصة ما شهدناه وتابعته أغلب وسائل الإعلام العالمية وهو استثمار الإمارات بأموال كبيرة في السوق التركية بعد الزيارة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى إسطنبول في 24/11/2021.

وقد أثمرت الزيارة عن توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، والتي سنذكرها في الفقرة القادمة.

اتفاقيات جديدة بين تركيا والإمارات

تم الاتفاق حديثاً بين كل من البلدين على مجموعة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجالات التالية:

·        التبادل الثنائي للبيانات الخاصة بالأموال بغية مكافحة نشاطات التمويل للإرهاب أو غسيل الأموال وسائر الجرائم المالية

·        بين الصندوق السيادي التركي، وميناء مدينة أبو ظبي.

·        بين الصندوق السيادي التركي وشركة أبو ظبي القابضة للتنمية

·        بين هيئة الاستثمار الرئاسي في تركيا وشركة أبو ظبي القابضة

·        بين بورصة إسطنبول وبورصة أبو ظبي

·        بين البنك المركزي التركي ووزارة الطاقة والبنى التحتية الإماراتية

·        بين المؤسسات الجمركية في كل من تركيا والإمارات

·        بين وزارتي الطاقة في البلدين

·        بين وزارتي البيئة في البلدين

ومما يزيد من التفاؤل بخصوص هذه الاتفاقيات ما شهدته الليرة التركية من استقرار وتوقف للنزيف الذي جرى قبل الزيارة لمدة شهر تقريباً ويتوقع محللون أن يكون لها تأثير واضح على قوة الليرة.

ويعتقد أن يكون لهذه الاتفاقيات تأثير واضح في مستقبل العلاقات بين تركيا والامارات ،وفي ذات السياق يمكنكم الإطلاع على أهم التحليلات الاقتصادية الخاصة بمستقبل هذه العلاقات.  

اقرأ مقال: شقق للبيع في تركيا 

مستقبل العلاقات التركية الإماراتية

لا شكّ أنّ مستوى التعاون بين البلدين لن يقف عند هذا الحد وإنما سيزداد ويتوسع في أكثر من جانب ومما يمكن ملاحظته بوضوح أنّ العلاقات بين البلدين ستكون مميزة في المجالات التالية:

التبادل التجاري بين البلدين

يتوقع أن يزداد التبادل ما بين البلدين من ناحيتي التصدير والاستيراد، حيث كان حجم التبادل بينهما 14.7 مليار دولار في عام 2017، وهو الآن مستقر منذ 4 سنوات بين 7.5 و 8.5 مليار دولار أمريكي سنوياً، فيمكن أن يكون للاتفاقيات الجديدة تأثير إيجابي في ارتفاع هذا التبادل.

ومما يذكر في هذا السياق:

أهم صادرات تركيا إلى الإمارات

·        المعادن

·        الآلات الكهربائية

·        الأحجار الكريمة

أهم صادرات الإمارات إلى تركيا

·        النفط

·        الزيوت المعدنية والمواد الكيميائية

·        المجوهرات والذهب

مكافحة نشاطات الجرائم المالية

من المهم للبلدين الاستمرار في مكافحة أي نشاطات تخص غسيل الأموال أو تمويل الإرهاب لا سيما أن المحيط الإقليمي يعجّ بالمنظمات والتشكيلات المصنفة عالمياً على لوائح الإرهاب

يتوقع ازدياد مستوى التعاون الأمني بين البلدين ما سينعكس إيجاباً بكل تأكيد على تصنيف اقتصاديهما عالمياً وخاصة أنّ نشاطات محاربة غسيل الأموال تعتبر من المعايير الدولية المهمة في تحديد إن كان اقتصاد البلد آمناً أم لا.

في مجال الطاقة

تبحث تركيا دائماً عن مصادر جيدة للطاقة باعتبار أنها دولة غير منتجة فعلياً للنفط أو إن صح التعبير غير منضمة لمنظمة "أوبك" وفي هذا المجال تجد الإمارات نفسها أمام سوق مفتوح لتصدير النفط ومنتجاته، وإقامة مشاريع الطاقة المختلفة.

كما يمكن أن تستفيد الإمارات من الخبرات التركية في مجال إنتاج الطاقة بدون نفط، مثل الاعتماد على حرق النفايات والرياح كما هو متبع في تركيا في عدة ولايات.

في مجال البيئة

يمكن أن تستفيد الإمارات من الكثير من خبرات تركيا في مجال مكافحة التلوث، والتعامل مع الحرائق، وكذلك تحلية المياه المالحة، وهي نشاطات برعت فيها تركيا واستطاعت أن تنقل مدينة إسطنبول مثلاً من حالة يرثى لها قبل عام 2000 حيث كانت الكوليرا في شوارع المدينة، إلى وضعها الحالي الذي لا يخفى على أحد من جمال ونظافة وحضارة.

في مجال العلاقات السياسية

يعتقد أن جميع الخلافات السياسية التي كانت بين البلدين ستطوى أو توجد لها حلول مرضية للطرفين على المديين القريب والطويل، وبشكل عام إن مجرد تحييد العلاقات الاقتصادية عن الخلاف السياسي يعتبر انتصاراً لكل من الدبلوماسية التركية والإماراتية.

مجالات أخرى

يشير متابعون إلى أن ثمرة تحسن العلاقات بين تركيا والإمارات قد تمتد إلى خارج حدود البلدين، لتشمل إعادة العلاقات بين تركيا ومصر، وخاصة النشاط الاقتصادي والتجارة الحرة، وكذلك إعادة العلاقات بين تركيا والسعودية وخاصة في الجانب الاستثماري، والتعاون العسكري ما بين البلدين الذي كان في أوجه بين عامي 2014 و 2016.

وكذلك يمكن أن ترخي العلاقات بين البلدين بظلالها على الكثير من قضايا المنطقة والإقليم، وأن تساهم في تحريك عجلة الحلول السياسية لكثير من القضايا العالقة في دول الشرق الأوسط

مقومات العلاقات بين الإمارات وتركيا

تجمع ما بين البلدين عدة مقومات هي التي ساعدت على التحسن الكبير في العلاقات ما بينهما، ومن أهمها:

·        التقارب الثقافي بين البلدين

·        الانفتاح التركي على الدول العربية

·        الانفتاح الإماراتي على تركيا والرغبة لديها في دخول الأسواق الأوروبية

·        وقوع كل من البلدين في موقع جغرافي مهم للتجارة والسياحة على حد سواء

·        التنمية المستدامة التي يشهد كل من البلدين تعزز من فكرة تحسين العلاقات بين تركيا والإمارات ليستفيد كل طرف من تجارب وخبرات الطرف الآخر

·        الحاجة الدائمة ما بين البلدين إلى التعاون في مجالات الطاقة والبيئة وعدة مجالات اقتصادية مهمة

·        النشاط العقاري الكبير في البلدين، وإمكانية استفادة كل منهما من خبرات البلد الآخر وشركاته العقارية لمواكبة ومنافسة أكبر النشاطات العمرانية في أوروبا وأمريكا

·        كل من البلدين يعتبر طرفاً مهماً في الأحداث السياسية والإقليمية ولا بدّ لهما من التعاون في كثير من المجالات مثل ليبيا وأفغانستان وسورية وغيرها.

 اقرأ أيضاً: تفاصيل عن التجارة بين مصر وتركيا

بعد أن تحدثنا عن كافة التفاصيل التي تلزم الباحث عن العلاقات بين تركيا والإمارات، يسرنا أن نكون قد قدمنا لكم المعلومة المفيدة والموثقة لتكونوا دائماً على إطلاع بأحدث التفاصيل الاقتصادية.

وبكل الأحوال نحب أن نذكركم بأنّ الفنار للتأمين والإقامات هي من الشركات الرائدة في خدمة العرب في تركيا ولنا عدة أفرع في إسطنبول، ونهتم بمجالات خدمية متعددة وتغطي كافة احتياجات الأجانب والعرب في هذا البلد.